جارِ التحميل...
جارِ التحميل...
كيف حالك يا رفيقي؟
غارقٌ في بحور الذكريات، ذكرى تفرحني وذكرى تقتلني،
ذكرى تشعرك بالسعادة ثم تقودك إلى عالم الخيبة والأسف،
ويا أسفي على الذكريات الكثيرة التي تجمعني بك،
ذكرى واحدة كفيلة بأن تقتل محباً من الشوق والحنين،
فكيف بي وأنا أعيش في عالم من الذكريات المميتة المؤلمة وأصبرُ وأقول بأنه ألم يتبعه أمل ألم الفراق وأمل اللقاء، وأنا أكثر الخلق علماً بأنه ليس لي معك لقاء بعد اليوم، ولكن من يقنع قلبي بهذا ومن يخبره أن لساني ملّ من كثرة ذكر الحبيب، من يخبره بأن يتوقف عن النبض باسمه والبكاء عليه، من؟
كفاك يا قلبي فقد تعبت من التفكير به وترقب عودته كما تخبرني، ليتني أستمع لعقلي وأنسى حبيبي ليتني، ولكن بلا فائدة فقد اعتدت على طغيان قلبي وجبروته على عقلي، مع كل هذا الغياب ومع كل هذا الوقت إلاّ أن قلبي ما زال معلقاً به، أستغرب ثم أقول: لا تلومنّ قلباً هوى أحداً ولا تسألنّ كيف ولمَ كل هذا الحب؟
أيا حبيبي
أما زلت تذكر عندما كنت أقول لك: يكاد قلبي أن يطير عندما أكون بين يديك، وأعزم السفر والمكوث في بحور عينيك، الحمد لله فلقد كنت صادقاً وها أنا اليوم أغرق في تلك البحور التي قصدتها، ومالي من قارب نجاة سوى عقلي، ولكن هل لقلبي أن يسمع منه ويركب معه ولو لمرةٍ واحدة؟
أتعلم أنني لم أكن مرتاحاً في ذاك اليوم الذي جئتني به مكسوراً فضممتك، كنت أعلم أن علاج الكسر الضم ولكنني كنت حزيناً لأنني أعلم أن الضم يعيد للقلب السكون، ولكن السكون إذا طغى على القلب لم يعد كما كان، وها أنا ذا أتحمل هذا السكون فقلبك لم يعد كما عهدته مخلصاً شغوفاً محباً، من كسرٍ إلى ضمٍ مروراً بالسكون وصولاً إلى الشدة ورغم كل هذا قلبي ينادي:
" الروح لا تمل العاشقين "،
ويحك يا قلبي ألا تريد أن تعود إلى رشدك أما تريد أن تُبصر بعين عقلك وتبعد عن أحلام قلبك، الأحلام جميلة ولكن الواقع أجمل لأنك ستعيش الواقع لا الحلم، حتى الحلم يجب أن يخضع لأحكام الواقع، أنا لست ضدك يا قلبي أنا معك وبك ومنك ولكني أخاف عليك من كثرةِ التعلق؛ لأنه يورث الذل والانصياع، أعلم أنه يصعب عليك قتل الذكريات؛ لأنها بلا روح ولكن عليك بشيء من التجاهل، واجعل الذكريات كصورة معلقة على جدار روحك لا على جدار حياتك، لن تقف الحياة على أحد ولن تتوقف حياة أحدٍ عليك، وإنني لست أدري هل وصلتك رسالة عقلي وفهمت مرادها أم أنك باقٍ على عاداتك تحمل شعار العاطفة فوق العقل وتردد إن لم تكن في الحب مجنوناً فلا داعي لأن تحب، فالحب لا يحمل معاني العقلانية؟!
رسالةٌ أخيرة:
" أنت صانِعُ الحب وليسَ الحب صانِعُك".