جارِ التحميل...
جارِ التحميل...
إن قلتُ يوماً:
أني أشتاق لعودتك فأنا أكذب،
وإن قلت:
أني لا أبالي بعودتك فأنا أكذب؟
كلّ ما في الأمر أنني لم أتمنى يوماً أن أعيش لوعة الفراق،
أو أن أعيش لحظة الانتظار،
كنت أتمنى منك ألا ترحل،
وكنت أتمنى أن يكون الذي بيننا أكبر من مجرد لقاءٍ وفراق..
الآن أريد أن أراك دون أن أكون مشتاقاً، أسمع عن عودتك كسماع شخصٍ لا يعرف عنك شيئاً، ينظر إليك دون أن يرجع بالذاكرة إلى الوراء،
هذا كلّ ما أريده وكأني أريدك دون أن أراك،
أو أنني أريد أن أراك دون أن أريدكَ،
هذا حال لساني وسذاجة قلمي وفراغ وقتي،
أما عن قلبي فلا أعلم عن حاله شيئاً، فلم أره منذ أن وهبتك إياه، فهل تفتقده؟ هل تطمئن عليه؟
أم أنك وضعته كهديةٍ جار الزمان عليها وانتهت صلاحيتها، وألقيت بها في غيابات الجب، داخل بئرٍ خرب لن يمر عليه أحد، ولن يأتي وارد ليدلي دلوه فيراه فينتشله ويعيد له الحياة،
غفر الله لك لا تثريب عليك، لعلك أفدتني بسرقة قلبي بأنك حرمتني قلباً؛ حتى لا أنخدع مرةً أخرى كانخداعي بك،
وإن مرّ أحدهم فلن يجد قلباً يطرقه، أشكرك فلن أذوق طعم الفراق مرةً أخرى.